احصائيات المدونة

free counters

jeudi 8 décembre 2011


mercredi 7 décembre 2011

تلخيص لبحث الاجازة: المجتمع القروي والتغير الاجتماعي المرتبط بالتخطيط التنموي


   تلخيص لبحث الاجازة:  المجتمع القروي والتغير الاجتماعي المرتبط بالتخطيط التنموي.

تحث اشراف: الاستاذ عبد الرحيم عنبي

  يأتي بحثنا لمحاولة التعرف على الانعكاسات الناجمة عن البرامج التنموية في الصورة المجالية والاجتماعية لدوار أسكا، ولتحقيق هذا الهدف كان لزاما علينا السير في دراستنا وفق خطة بحث اشتملت على مقدمة ومدخل عام وفصلين أساسيين:
 فالمدخل العام تناولت فيه سياق العام للإشكالية، ثم قمنا بصياغة فرضيات الشق الميداني، وضحت فيه أهمية البحث وأهدافه، وتناولت فيه كذلك منهجية وتقنيات البحث،والتعريف كذلك بالمجال المدروس،كما عرضنا فيه للمفاهيم الرئيسية في البحث، كما قمنا بتلخيص لأهم الدراسات التي تناولت الموضوع من زوايا مختلفة..
      أما الفصل الأول تناولت فيه تحولات على مستوى صورة مجال وسكن دوار أسكا ويتكون هذا الفصل من محوريين،خصصت المحور الأول لتحولات المجال العام للسكن،تناول في هذا المحور مستويين:مستوى تنظيم المجال القروي،ومستوى طبيعة السكن، أما المحور الثاني فقد تناولت فيه الثابت والمتحول في السكن،حيث تطرقت فيه إلى مستويات التغير والثبات  في السكن.
       أما الفصل الثاني فقد تطرقت فيه إلى صورة العلاقات والأدوار الاجتماعية،وهذا الفصل يتكون من محورين عامين،تناولت في المحور الأول تحول المجال وتغير العلاقات الأسرية وعلاقة الجوار، أما المحور الثاني فقد خصصت تناولت فيه تمدين الفضاء المنزلي وتغير السلوك اليومي للمرأة القروية.
     لنصل في الختام إلى خلاصة تركيبية، لخصنا فيه أهم الخلاصات التي توصلنا إليها، ثم خلصنا إلى مجموعة من المداخل الممكنة التي تبين لنا ضرورتها بالنسبة للتنمية القروية.
خلاصة الفصل الأول:     
   استحضارا إذن  للبرامج التنموية الأساسية التي عرفتها منطقة أسكا مؤخرا، يمكن أن نفسر واقع الدوار حاليا في مستويين، لأن كل التغيرات التي يمكن معاينتها حاليا من تحول السكن في طبيعته وشكله يمكن ربطها بالبرامج التنموية، والتي كانت من نتائجها المباشرة كما رأينا في مستويين:
        في مستوى مجالي: نجد الانتقال من السكن المتجمع إلى السكن المتشتت المحادي للطريق من جهة، وبالتالي تغير شكل الدوار والسكن  وتغير كذلك مواد بنائه من جهة ثانية، وبالتالي من الشكل الهندسي يمكن قياس الدخل الأسري ومعرفة بنياتها ويتضح ذلك من خلال طبيعة والشكل الخارجي للمنزل بأسكا كما يوضح كذلك أن معظم الأسر حاليا بدوار أسكا تتجه نحول السكن المستقيل  مما يدل على أن الأسر تتجه حاليا نحو النووية.
على مستوى الشكل الداخلي للمسكن القروي هناك تحول على مستوى التصميم كما نجد تغير  وتنوع في التجهيزات المنزلية من أواني تشبيه بتلك الموجودة بالمدن، كما نجد داخل السكن الجديد غرف خاصة تستجيب لمتطلبات العصر مثلا نجد ما يسمى بغرفة التلفاز، غرفة النوم الخاصة بالأبناء والزوجين ومكان خاص بالضيوف ووجود مطبخ عصري يطلق عليه محليا ب"الكوزينة"، عوض "أنوال"  ووجود حمام خاص، بموازة مع ذلك هناك تعايش القديم والجديد أي "تغير داخل منطق الاستمرارية" بمعنى نجد هذا التجاور بين أسماء  قروية مع أسماء جديدة قد سبق ذكرها، أي أن  مستويات الثبات نجدها على مستوى تمثل الساكنة للسكن حيث نجد استمرار بعض الأسماء القروية للسكن وبعض الأماكن رغم تحول السكن من حيث شكله ومواد بنائه  مثلا نجد  "لبيت اوكرن" أي غرفة  مخصصة فقط لتخزين الدقيق مازالت مستمرة في الوقت الراهن.
خلاصة الفصل الثاني:
      نخلص في هدا الفصل إلى القول أن المجتمع القروي الافراني عرف تحولات أساسية في عدة مستويات، على المستوى المجالي وعلى المستوى الاجتماعي، وهذه التحولات أفرزت لنا عدة تغيرات  يمكن إجمالها أساسا في: تغير العلاقات الأسرية الاجتماعية: في هذا المستوى عرفت منطقة أسكا تغيرات أساسية في علاقتها الاجتماعية وخاصة في علاقاتها السرية، بفعل البرامج التنموية المنجزة بالمنطقة أثرت في السكن والمجال مما انعكس على بنيات الأسرة حيث وجدنا أن الأسر الإفرانية تتجه هي بدورها نحو الأسر النووية، وتغير كذلك العلاقات بين الأبناء المتزوجين والآباء وهذا ناتج  لعدة عوامل ومحددات سوسيولوجيا التي أدت إلى ظهور ثقافة العزيل، لكن في مستويات معينة سجلنا ووجود مل يسميه الأستاذ عبد الرحيم العطري ب" تغير بمنطق الاستمرارية" أي هناك ووظائف لم تتغير بعد داخل الأوساط الأسرية، خصوصا أثناء الخطر الخارجي هنا سجلنا مستويات الثبات في التلاحم الاجتماعي الأسري .
تغير العلاقات الجوارية الاجتماعية: كما لاحظنا أن الأسر اليوم تنحو لنفسها طريقا نحو ثقافة الانفرادية، والتدبير الشخصاني لبعض المسائل،وبالتالي اندثار لمبادئ التضامن والتآزر بين جميع شرائح  الاجتماعية بالمنطقة، رجحنا هذه التحولات والتغيرات إلى مسألة أساسية وهي تحول في المجال والسكن الذي عرف بدوره تمدين في فضائه الداخلي، بمعنى الانتقال من السكن المتجمع والممتد  إلى السكن المستقيل والمجهزة بمتطلبات العصر والاتصال مع العالم الخارجي عن طريق ووسائل الاتصال .
تغير السلوك اليومي للمرأة القروية:في هذه النقطة وجدنا أن المرأة القروية الإفرانية نحث لنفسها مسار مغايرا لذلك المسار الذي كانت تؤديه في عدة مجالات بالوسط القروي، فوضعيتها الراهن تدل على وجود نوع من الفراغ اليومي ، أصبحت اليوم تقتحم مجالات متعددة كانت في السابق لايمكن لها أن تتجاوزها، حيث ووجدنا تقتحم السوق الأسبوعي، كما وجدنا أن هناك سوق مخصص للمرأة يتم فيه بيع أنواع من الألبسة العصرية، وهذا ما يدل على انخراط المرأة القروية وخصوصا الفتاه في ثقافة الاستهلاك، ويمكن إرجاع هذه المسألة إلى وسائل الإعلام التي أثرت في ثقافة المحلية وخصوصا في على المرأة التي تقضي وقت كبير جدا في البيت بسب الفراغ اليومي، كما تغير علاقة المرأة مع الصحة.
هكذا يمكن اعتماد مؤشر البرامج التنموية نموذجا تفسيريا لمجموعة من التغيرات التي عرفتها منطقة أسكا خصوصا قي مستوياتها الاجتماعية المجالية، وبالتالي التغير الذي عاشته الأسرة القروية يحتوي على عناصر جددت في النسق الثقافي لكي يستجيب لمتطلبات الواقع.
خلاصة وتركيب:
حاولنا في هذا البحث أن نقف على طبيعة العلاقة بين البرامج التنموية التي عرفتها منطقة افران الأطلس الصغير وبالخصوص دوار أسكا خلال السنوات الأخيرة، وقد تبين لنا أن هذه العلاقة هي علاقة ضرورية، حيث ساهمت تلك البرامج وبشكل كبير في التأثير على المجال والسكن، وإيمانا  بضرورة منهجية تقتضي أن هناك عوامل أخرى مرتبطة بالهجرة و المكانة الاجتماعية لبعض الأسر، لا تعدو أن تمثل سواء جزء  ساهمت وبالتالي كان لابد لها أن تتأثر من جراء التغيرات التي عرفها المجتمع القروي المغربي عامة.
     ومن أهم الخلاصات التي توصلنا إليها في هذا البحث هو أن المجال العام للدوار عرف تغيرات كثيرة أصابت شكله بحيث لاحظنا أن هناك انتقال من سكن متجمع إلى سكن محادي للطرق وبالتالي تغير شكل الدوار  من شكل  متجمع إلى شكل  مستطيل أي محادي للطريق هذا من جهة، وتغير طبيعة السكن من جهة ثانية، حيث لاحظنا  أن السكن في بنياته الداخلية عرف تحولات هامة تمس بالأساس التجهيزات المنزلية العصرية  لكن مقابل ذلك رغم هذه التحولات وجدنا أنها تحولات لم تم بشكل تام أو كلي  حيث تبين لنا كيف أن التحول في غالب الحالات في دوار السكن نجده متجاور مع الثابت على مستوى التمثل الاجتماعي للسكن، أي مازال هناك استمرارية لنسق ثقافي متعلق بالأساس بالسكن القروي رغم التمدين الذي عرفه  المسكن بدوار أسكا.
على مستوى المجال ذلك خصوصا بدوار أسكا لاحظنا في بعض الحالات التجاور بين ما هو قديم وماهو جديد، ما هو قديم  وماهو حديث، في التجهيزات المنزلية العصرية وبين الأواني الفخرية...، كما سجلنا كذلك  معطيات ثابتة على مستوى التمثل والمخيل الاجتماعي حول السكن ووظائفه القديمة،رغم تمديد فضائه الداخلي، يعني  الحضور المزدوج للثابت والمتحول في المسكن القروي عند المجتمع الافراني.
      من الناحية الاجتماعية، يمكن أن نسجل بداية انتقال الأسرة من أسرة ممتدة إلى أسرة نووية وتغير العلاقات بين الأبناء والآباء، وتراجع التعاضد العائلي، كما سجلنا تراجع العلاقات بين الجيران بفعل التحول المجالي حيث لاحظنا أن هناك قطيعة مع الجار القديم، وتراجع تلك الزيارات وتبادل الخبرات والتجارب بين الجيران التي كانت تؤطرها ثقافة "تويزي"  ومبدأ التعاون والتكافل الاجتماعي، لكن في مستويات معينة سجلنا معطيات ثابتة رغم التحول والتغيرات التي طرأت على مستوى البنية الأسرية وظهور السكن المستقيل عن الأسرة الأصلية، هذا الثابت لمسناه على مستوى الخطر الخارجي.
وبشكل عام  فان هذه التحولات، والتغيرات التي مست دوار أسكا لا تنفصل بالمرة عن مجموع التحولات التي عرفها المجال الافراني عموما، لكن ما اشرنا قبلا انه رغم هذه التحولات تغير قاطع مع الماضي، حيث يتم تجاور القديم مع الحديث.
 وبما أن دراسة التغير الاجتماعي ليس فقط لمعرفة مستويات الثبات والتحول،بل هو أيضا مسألة ذات رؤية تنموية  مستقبلية خصوصا في العالم القروي الذي يعيش في انتظارية دائمة.
مع ذلك فمن بين المداخل الممكنة لتنمية الوسط القروي خصوصا في منطقة أسكا في نظرنا متعددة وممكنة،نظرا لغياب أي بديل للفراغ الذي تواجهه المرأة ،حيث أن البرامج التنموية خففت من الأعباء اليومية التي تعاني من المرأة، أرى  ومن خلال ما أدلت به جل المبحوثات ضرورة  خلق مشاريع مدرة للدخل خصوصا المنصبة  بالأساس نحو تثمين المنتوج المحلي حيث أن المنطقة غنية من الناحية الموارد الطبيعة، حيث نجد أشجار اللوز،النخيل، أشجار الزيتون، إلى غيرها..، وهذه المنتوجات المحلية إذا تم تثمينها يمكن أن تخلق دخل قار لبعض الأسر الفقيرة، يمكن كذلك أن تحد من هجرة الشباب إلى المدن الكبرى بحثا عن عمل مأجور، وبهذا يمكن أن نضع إستراتجية بديلة لثقافة الهجرة الداخلية من الوسط القروي إلى الوسط الحضري.
      وجدنا كذلك أن في المنطقة لم يتم تفعيل برامج التنمية البشرية، وفي هذا الإطار ينبغي إعطاء أهمية للسياسات المولدة للمشاريع الصغيرة بالوسط القروي والتي تعتمد على القروض والتسهيلات المالية، تلك في نظرنا هي المداخل الممكنة التي يمكن أن تضمن إمكانية تحقيق تنمية وازنة بمنطقة أسكا وافران خصوصا،حيث سجلنا غياب أي تعاونية  مهتمة بالتنمية الفلاحية.



تقرير حول زيارة دراسية ميدانية لجمعية تاركة "بتارودانت"





تقرير حول زيارة دراسية ميدانية لجمعية تاركة "بتارودانت"

بقلم: سعيد لطفي
اشراف: عبد الرحيم عنبي


 عرف الوسط القروي المغربي مجموعة من التحولات السوسيواقتصادية والبيومجالية ، تحولات أفرزت بدورها مجموعة من التحديات التي أصبحت تعصف وتهدد العالم القروي بالاندثار ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ؛التهميش الإقصاء، الفقر، الجفاف، الفيضانات،مما أدى إلى تنامي ظاهرة الهجرة القروية.
وتعد منطقة "تاركة" دائرة اغرم إقليم تارودانت نموذج عرف منذ نهاية الثمانينات وبداية التسعينات نزوح مكثف للساكنة نحو المدن المجاورة ما ترجم إلى مشاكل من بينها؛تراجع مزاولة النشاط الفلاحي والرعوي الذي أثر سلبا على الأراضي ونظام السقي والعلاقات الاجتماعية التقليدية التي تؤطر تدبير المجال.
من هنا نتساءل ما هي المداخل الممكنة للحد ولو نسبيا مما تعرضت له منطقة "تاركة" ؟ ووفق أية مقاربة؟.
يعتبر العمل الجمعوي من بين المداخل الأساسية للتنمية المحلية، إذ أصبحت الدولة بدورها تراهن عليه من أجل الخروج من التنمية المعطوبة التي يعرفها العالم القروي.
ومن هنا سنحاول استنطاق نموذج يراهن على العمل الجمعوي المتمثل في جمعية "تاركة للتنمية والمحافظة على البيئة"؛ فما هي مجالات تدخل هذه الجمعية؟ وما هي أهم منجزاتها ووفق أية مقاربة تشتغل؟.
قبل التطرق إلى مجالات ومنجزات الجمعية يستدعي منا الأمر تأطيرا منهجيا ألا وهو معرفة وضعية المنطقة قبل تأسيس الجمعية وفي هذا الإطار سنكتفي بالاشتغال بمحورين اثنين :
الأول: التنظيم الاجتماعي والماء.
ثانيا:"تاركة" والفلاحة المحلية.
منطقة "تاركة" قبل تأسيس الجمعية:
التنظيم الاجتماعي والماء:
يعتمد سكان دوار "تاركة" على موارد مائية نادرة جدا بفعل توالي سنوات الجفاف على المنطقة، ومن بينها مياه العيون التي توجد بعيدا عن الدوار وتقدر المسافة الفاصلة بين العين والقرية 1000 متر ويشكل الماء بهذه المنطقة أهم ركائز التنظيم الاجتماعي والمجالي كما يشكل كذلك الهم الأسمى لدى الساكنة.
للمحافظة وتدبير هذا المورد الأساسي لمنطقة "تاركة" نهج سكانها طرق تقليدية لتوزيع مياه السقي الذي يتم حسب نسبة المساهمة في حفر السواقي والتنقيب على المياه.
يتم تقسيمه بواسطة تقنية تقليدية دقيقة تدعى "أسقول" وهي عبارة عن عصا طويلة يبلغ طولها 3متر تقريبا، بواسطتها يتم قياس كمية المياه وتقسيمها للفلاحين حسب الحصص.
يتم كذلك اعتماد تقنية أخرى يصطلح عليها "أزمز" والتي يلعب فيها الظل الدور الأساسي لتحديد توقيت الحصص.
بالإضافة إلى هذه التقنيات يتم تكثيف جهود "أجماعة" لتعبئة العيون وتصريفها نحو الأراضي الزراعية مثلا بناء سدود تحويلية وتقليدية وتنقية السواقي.
النشاط الفلاحي:
نظرا لندرة الموارد المائية، تراهن فلاحة "تاركة" على المناخ وتقلباته، إذ يغلب عليها الطابع البوري وبالتالي يتضح لنا طبيعة ونوعية المزروعات التي هي حسب أحد سكان المنطقة؛ منتوج الشعير، اللوز، الزيتون، شجرة إيك، الخروب والصبار...
يتم تدبير الفلاحة وفق آليات وأساليب تقليدية؛ كالاستغلال الجماعي للأرض وهذا الأخير تتمخض عنه أشكال وأنواع من التضامن والتعاون الاجتماعي منها بالخصوص "التويزة" كمناسبة لإبراز مدى تضامنهم خصوصا في مواسيم؛ الحرث، الجني والحصاد....
بمنطق "التويزة" يتم إصلاح الأراضي الفلاحية التي هي عبارة عن مدرجات للحفاظ على التربة والحد من انجرافها.
لكن توالي سنوات الجفاف على المنطقة أفرز عدة ظواهر لها انعكاسات سلبية على الوسط ومنها بالتحديد الهجرة باعتبارها المؤشر الأساس الذي أثر على المنطقة وسكانها؛ عن طريق تراجع الاهتمام بالأراضي ما أدى إلى إتلاف التربة وتصحرها.
إذن كل ما قدمناه بمثابة صورة لمنطقة "تاركة" ما أفضى إلى ضرورة تأسيس جمعية ذات منطق جمعوي تشاركي .
إذ كيف يمكننا قراءة العمل الجمعوي لجمعية "تاركة لتنمية والمحافظة على البيئة" في علاقتها بالتنمية المحلية الشاملة؟ وكيف يمكن تقييم المنجزات التي تلامس الكثير من المناحي الاجتماعية؟ ووفق أية مقاربة تم ذلك؟ ومنهم الشركاء الفاعلون في هذه المبادرة الجمعوية؟.
كل هذه التساؤلات تمتلك جانبا من المشروعية،بحكم راهنيتها في الإنطراح باعتبارها مدخل أساسي للبحث السوسيولوجي. لكن نتساءل في البدء عما نقصده بالعمل الجمعوي بالتحديد.
إن العمل الجمعوي في تحديداته القانونية والسيكواجتماعية، يعتبر كخطاب يعمل في مجتمع معين بشرط وجود أفراد وجماعات تجتمع من أجل مخطط إنجازي يهدف إلى إحداث تغيرات في القيم والمواقف والعادات والممارسات والتقاليد.
إذن العمل الجمعوي حقل متميز من حقول الممارسة الثقافية والاجتماعية، ومجال للممارسة التربوية، وهو كذلك مجال أو أرضية خصبة تنتعش فيه روح تحمل المسؤولية بشكل جماعي ويتم فيها الدفع بالشباب نحو تحرير وإبراز قدراتهم وطاقاتهم الإبداعية.
نقترح هنا نموذج جمعية "تاركة للتنمية والمحافظة على البيئة"التي جمعت عدة مقاربات وتلبية حاجيات شرائح مجتمعها لربط العلاقة بين العمل الجمعوي والتنمية المحلية وصولا إلى درجة عليا من الفعالية والامتياز.
جمعية تاركة من الحاجة إلى الماء إلى مسلسل المشاريع التنموية:
جمعية "تاركة":
قبل الدخول في أهم منجزات الجمعية وشركائها وأهم المقاربات التي اعتمدتها في بلورة المشاريع. يستدعي منا الأمر ولو منهجيا التعريف بالجمعية وأهم أهدافها:
جمعية"تاركة للتنمية والمحافظة على البيئة" تأسست يوم 21 غشت 2001 بدوار "تيكمي ن تركة" ويكمن الهدف من تأسيسها هو تحسين وضعية السكان والحد من الهجرة القروية، وللوصول لهذه الغاية سطرت الجمعية ثلاثة مبادئ أساسية تشكل الأرضية التي ستعمل عليها الجمعية وهي: الالتزام،التطوع والاشتراك.
منجزات الجمعية:
انطلاقا من الملاحظة المباشرة والمقابلة مع رئيس وأعضاء الجمعية لنا أنها تهتم بشتى شرائح المجتمع انطلاقا من الشباب مرورا بتحسين وضعية المرأة وإشراكها في التنمية المحلية وصولا إلى تلبية حاجيات المسنين.
ما يهمنا بالتحديد في أهم منجزات الجمعية في المنطقة كل ما يتعلق بمجال الفلاحة والماء.
الماء والتنظيم الاجتماعي:
     في هذا الإطار قامت الجمعية بترميم وتجهيز مصادر الماء؛ فبعد أن كان سكان دوار "تيكمي ن تركة" يقومون بجلب الماء من منطقة "تسكويت" البعيدة عن الدوار بما يقارب 1000متر كما أسلفنا الذكر. فبفعل الإمكانيات المتواضعة والمحدودة للجمعية استطاعت في هذا المستوى أن تلبي حاجيات الساكنة؛ وذلك بإنشاء ساقية وسط الدوار وتجهيزها بالمعدات اللازمة والضرورية.
وهكذا تكون الجمعية قد حدّتْ من مجموعة من المشاكل التي تتخبط فيها الساكنة خاصة الأطفال والنساء وذلك في جلب الماء.
ولتحقيق هذا المنجز قامت الجمعية ببناء سد تحويلي بمواد عصرية (الحديد، الإسمنت...) وتبليط السواقي وقنوات الماء؛ للحد ولو نسبيا من إتلاف الكميات الكبيرة من الماء وتبخره.
وبهذا يكون قد حافظت الجمعية على الماء كمورد أساسي للساكنة وبالتالي العودة مجددا لمزاولة النشاط الفلاحي.
أما فيما يخص آليات وتقنيات التدبير المياه فبالرغم مما أنفقته الجمعية في هذا المشروع فالاستفادة منه تكون مجانية وبدون مقابل.
إنعكاسات المشروع على الساكنة:
تحسين وضعية المرأة واستفادتها من وقت الفراغ واستغلاله في مزاولة أنشطة أخرى كمحاربة الأمية والمشاركة في العمل الجمعوي وتربية الأطفال.
ارتفاع معدل التمدرس خاصة لدى الفتيات حيث نجد
أكبر من 50 بالمائة من اللواتي ينقطعن عن الدراسة في وقت مبكر يكون لأسباب جلب المياه.
إنعكاسات إيجابية حول نظافة الجسم والمكان.
الفلاحة:
فبعد إنجاز مشروع الماء ازداد اهتمام الساكنة بالنشاط الفلاحي بتأطير من الجمعية؛ وفي هذا الصدد أنجزت الجمعية مجموعة من المشاريع:
خلق مستنبت في إطار الشراكة مع الجماعة المحلية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لغرس شجيرات صغيرة وتسويقها.
غرس 50 هكتار من الصبار. 
تحديث عمليات التشجير خاصة شجر اللوز، الزيتون والخروب...

بناء معصرة تقليدية للزيتون.
تأسيس تعاونية "تاركة" لتثمين منتوج الصبار.
تأسيس تعاونية نسوية لتربية الماشية.
إصلاح وترميم المدرجات الفلاحية وتزويدها بالسواقي.
بناء وتجهيز صهريجين لإحداث قطب ومدار سقوي جديد.
فيما يخص نوعية المزروعات نجد:
الأشجار ( اللوز، الزيتون، الخروب، إيك...).
الخضروات (البطاطس، الطماطم، البصل،الفول...).
زراعة الصبار، الشعير، الفصة...
الشركاء:
    الجماعة المحلية.
    جمعية أمودو تارودانت.
    المديرية الإقليمية للفلاحة أكادير.
Association Agrotech AGADIR.
Action d’urgence internationale France.
Lycée Agricole d’Yssingeaux ROMAN.
خاتمـــــــة :
من خلال ما أشرنا إليه من منجزات ومشاريع تنموية، تبقى جمعية "تاركة للتنمية والمحافظة على البيئة" أحد أقطاب النسيج الجمعوي الناجح في الجنوب، فمن منطق ندرة المياه التي كانت الحاجة الأساسية والملحة للساكنة، للدخول في غمار التنمية، عرفت الجمعية نفس طويل من خلا الإقدام على مبادرات التكوين والتواصل،وكذا مشاركتها في ملتقيات محلية.
لنصل أخيرا إلى درس الدرس؛ الذي أوصلتنا إليه هذه التجربة الميدانية الجمعية.

وهو بالضبط الحاجة إلى السوسيولوجيا في زماننا هذا أي نعم ما أحوجنا إلى السوسيولوجيا لفهم وتفسير كل الحالات التي تعتري العمل الجمعوي، والاقتراب أكثر مما يحتمل فيه من ظواهر وقضايا اجتماعية.



Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More